الحلقة الـ 24 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : كيف نقضي على مقاومة الأبناء لتطوير سلوكهم ؟.
.........................................................................
ماذا يمكن أن نفعل مع أبناؤنا عندما نعلم أن مقاومتهم لإساليبنا الجديدة هي أمر طبيعي؟..كيف يمكننا القضاء عليها وتمكينهم من الإستفادة من هذه الطرق ..؟ ماهو نوع الدعم الذي نحتاجه ..؟
نحن بالطبع سنحتاج إلى نوع أو نوعين من الدعم ..أحدهما نوع البرنامج الذي نقوم بتطبيقه ..والثاني أن نتأقلم نحن أيضاً على تقبل ذلك التغيير ..حتى نقنع أبنائنا به فتزول المقاومة .
وكلما تواصلنا مع الناس الذي يحتك بهم أبناؤنا من مدرسين وأصدقاء وأقارب .. وتعمدنا الإصرار على تطبيق أسلوبنا الجديد في تعاملنا مع كل هذه الفئات ..التي لها علاقة بحياة هؤلاء الأبناء ..كلما تحقق هذا الأمر بصورة أسهل وأسرع .
حاول أن توضح لهؤلاء الأشخاص الطرق التي تعلمتها مما ذكرته سابقاً ستجدهم سعيدين ومرحبين للتعاون معك لكي تصل إلى أهدفك .
رشاد طفل في الرابعة من عمره ..وجد والديه الكثير من التعاون والدعم من مدرسي إبنه ..وهذا الأمر ساعده أن يبدأ إبنهما دراسته في الروضة الجديدة على أساس من نظام ناجح .والسبب أنه لم يقبل في روضتين من قبل بسبب طبعه المشاكس العدواني ..حيث بقي في كلٍ منهما فترة قصيرة فقط وتم رفضه منهما .
كان والدي رشاد متشوقان لإي شخص يعلمهما كيف يتعاملان مع إبنهما ..لإنه سيدخل إلى روضته الجديدة الفصل القادم ..أي بعد أسبوع .
سألهما الخبير التربوى " ماهوالأسلوب الذي كنتما تستخدمانه معه من قبل؟"
قالت الأم : بدأنا بالتسامح معه وعدم عقابه ..وبعد ذلك أصبحنا نكرر له تأنيبنا ونذكره بما وعدنا أن يفعل .. لكن كل ذلك لم يأت بنتيجة معه.. وعندما كان يقاومنا أصبحنا نثور عليه ويعلو صوتنا عليه.
بعد عدة دروس في ورشة للآباء أعدها لهم الخبير مع مجموعة من الآباء يعانون من مشاكل شبيهة بهم..أستطاعوا أن يتعلموا استخدام بعض الحدود الحازمة ..والعواقب المنطقية لسوء سلوك الأبناء ..ووضع وقت محدد لهم لإنهاء المهمة المطلوبة منهم ..بدل أن يضربوهم على عدم استجابتهم لهم ..وطلب الخبير من الآباء أن يسجلوا ما يلاحظوا على أبنائهم و تطور سلوكهم ..لكي يلمسوا مدى ما يحرزوه من تقدم .
ثم احتاج الخبير أن يؤسس اتصال بين البيت والمدرسه والإستمرار في التواصل والتعاون بينهما .
كانت مدرسات رشاد في الروضة الجديدة على استعداد للتعاون ..ووضحا والدي رشاد لمدرسيه أن يستخدموا نفس التوجيهات اللفظية التي يستخدمانها في البيت .. وكيف يستخدموا النتائج المنطقية.. وتحديد الوقت لإنها ء الطفل المهمةالمطلوبة منه وإلا تعرض للعقاب ..ووافق المدرسين على تسجيل المرات التي يستجيب لهم رشاد حتى يتأكد الوالدان من تطور سلوكه .
وكما هو متوقع ..أخذ رشاد يمتحن مدرسيه في مدى جدية ما يطلبوا منه القيام به لعدة أسابيع ..ثم بدأ يبدي تطور تدريجي في سلوكه ثم استقر هذا السلوك على نمط واحد آخذ في التحسن..وبعد أربعة أشهر من بداية التطبيق أظهر رشاد ٧٠٪ من التحسن في سلوكه العدائي السابق في المدرسه والبيت ..وأخذ في التطور أكثر فأكثر في الشهور التالية أيضاً حتى أصبح الأبوين والمدرسين أكثر راحة في التعامل معه ..وظل هكذا في روضته ما بقى له من سنة قبل أن يلتحق بالمدرسه السنة التي بعدها
هنا لاحظنا أن مدرسي رشاد قد دعموا أساليب الأبوين لتطوير سلوك إبنهما .. وكان لهذا الدعم دور كبير في
(٢)
تطور سلوك رشاد و لا ننسى دعم الكبار حول الطفل في العائلة مثل الجد والجدة وضرورة دعمهما لإساليب الأبوين وكذلك الأقرباء والأخوة الكبار والأصدقاء ..والأفضل من ذلك كله هو اقتناع الوالدين أنفسهما بما يقومان به وتعويد أنفسهما على الإلتزام بهذه الطرق الجديدة التي لم يتعودوا عليه ..بعد إيمانهما بإهميتها .
والآباء الذين يتجاوبون سريعاً مع الطرق الجديدة ولا يقاوموها .. يجدون من السهل اتباعها وتطوير سلوك أبنائهم ..لكن الذين يقاومونها لا إرادياً أو بحكم التعود ولا يجدون الدعم ممن هم حولهم من الذين ذكرتهم ..يجدون صعوبة في تطبيقها وتطوير سلوك أبنا ئهم .
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh